القائمة الرئيسية

الصفحات

" عدد وقومية بني إسرائيل في مصر " بقلم الكاتب/ عبدالكريم مقلد

 الكاتب/ عبدالكريم مقلد

فالنصوص التي تتحدث عن عدد بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى عليه السلام والادعاء ببلوغها ٦٠٠ ألف فهذه النصوص تحتاج للمراجعة وإعادة النظر في سندها ومتنها ، خاصة وأن اليهود يدعوا نسبة بناء الحضارة المصرية والأهرامات إليهم باعتبار ان العامل العددي عامل جوهري ، فلو افترض هذا العدد فهو ليس بالقليل حتى بمقياس زمن العصر الحالي ، وقد خبرنا الحق سبحانه عن الواقع العددي في قوله تعالى [ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (52) فَأَرۡسَلَ فِرۡعَوۡنُ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ (53) إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ (56) ] سورة الشعراء


فالوصف الوارد في قوله تعالى " إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ ، " فهو وصف لواقع حال وليس بادعاء فيه الحان ، ولو كان الأمر لا يصادق وصف الشرذمة القليلون لكان الحق سبحانه بين لنا صحيح الأمر بالتعقيب لان كلام الله حق ولا يأتيه الباطل ولا يعزز باطل ولا يترك باطل دون تعقيب عليه بإظهار الحق والصدق فيه ، لذلك فالمقاربة أن عددهم لم يبلغ حتى عُشر هذا العدد الوارد في تلك النصوص ، ويرجع السبب في قلة عددهم لعدة عوامل ، الأول أن بني إسرائيل كانوا لا يتزوجوا أو يزوجوا من غيرهم فكانوا في مصر قومية عرقية غير مختلطة ولعل سبب ذلك هو إحساسهم بالمكانة الخاصة عن غيرهم من زمن سيدنا يوسف عليه السلام وقد مكن لهم في الأرض فتوارثت الأجيال الاستعلاء والكبر ، العامل الثاني وهو المقتلة التي أحدثها فرعون الهكسوس في ذكور بني إسرائيل على مدار عقود.

وفي نهاية هذا المختصر والذي ألقى الضوء على جلل تاريخي تناثر فيه أقوال المدعين بالحقد وما أرادوا بذلك إلا سحب بساط الهوية التاريخية المصرية من رسوخ أقدامنا في جولة من جولات صراع الحضارات ولن ينالوا منها إلا سراب باطل لا يغني من الحق شيئا

تعليقات

التنقل السريع