الاتفاق حول الملء (المتكرر) والتشغيل لسد النهضة يظل ضرورى حتى بعد الانتهاء من البناء والملء الأول، حتى لايكون سابقة لمشروعات مثله فى المستقبل بسياسة فرض الأمر الواقع.
تعرضت مفاوضات سد النهضة لمنعطفات كثيرة خلال السنوات الثلاث عشر الماضية. فكانت البداية عند زيارة رئيس الوزراء المصرى الأسبق الدكتور عصام شرف لإثيوبيا فى مايو 2011، وتشكيل لجنة الخبراء الدوليين، ثم توالت الجولات سواء عن طريق مفاوضات مباشرة تارة بين طرفى النزاع مصر والسودان كدولتى مصب وإثيوبيا كدولة منبع، وتارة أخرى بتدخل على استحياء من الولايات المتحدة الأمريكية فى 2019/2020، وعقد جلستين لمجلس الأمن الولى فى 2020، 2021، وبرعاية الاتحاد الأفريقى على مدار السنوات الأخيرة، وباءت جميعها بالفشل الذريع، وأخيرا الجولة الثامنة بدون وسطاء أو مراقبين وانتهت فى 19 ديسمبر الماضى بفشل فاق كل المحاولات السابقة، وانتاب جميع الأطراف صمت شديد وسط ضجيج العدوان على غزة ولبنان والحرب الأهلية فى السودان والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وصلت مرحلة المفاوضات الأخيرة إلى طريق مسدود ستة مرات، الأولى فى يناير 2014 بالخرطوم عندما رفضت إثيوبيا وجود خبراء دوليين، والثانية فى نوفمبر 2017 بالقاهرة عندما رفضت إثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالى المقدم من المكتب الفرنسى لعمل دراسات سد النهضة، والثالثة فى أكتوبر 2019 فى الخرطوم، والرابعة فى فبراير 2020 عندما تغيبت إثيوبيا عن توقيع مسودة اتفاق واشنطن ورفضت السودان التوقيع، والخامسة فى ابريل 2021 فى كينشاسا "الكونغو الديمقراطية" عندما رفضت إثيوبيا أيضا وجود أطراف دولية يكون لها دور فعال، والسادسة فى ديسمبر 2023.
بعد كل مرة يسطع بصيص من الضوء فى نهاية النفق بلقاء الرؤساء فى اجتماعات دولية، يحدث بينهما لقاءات ثنائية يتم الاتفاق خلالها على استئناف المفاوضات بحسن نية وحث لجان المفاوضات على ابداء شئ من المرونة، حدث ذلك فى كل مرة من خلال قمم الاتحاد الأفريقى، الجمعية العامة للأمم المتحدة، القمة الروسية – الأفريقية فى سوتشى 2019، القمة المصغرة لدول الجوار للسودان فى القاهرة 2023، فهل يحدث اتفاق على استئناف المفاوضات بعد قمة البريكس الحالية والتى يحضرها الرئيس السيسى وأبى أحمد فى روسيا؟
تعليقات
إرسال تعليق