القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكتور فخري قسطنتي(وامشي اطلع بره) بقلم المخرج حمدي ابو العلا

 المخرج حمدي ابو العلا 

 ' كان من حظي الزين ان اجلس طالبا امام الاستاذ الدكتور فخري قسطنتي فقد كنت طالبا في قسم المسرح بآداب الاسكندريه الدفعه الأولى وكان الدكتور فخري قسطنتي وهو رئيس قسم الادب الانجليزي بجامعه القاهره واستاذا باكاديميه الفنون وكان يدرس بقسم اللغه الانجليزيه باداب الاسكندريه وايضا قسم المسرح. 

وكنت انا اقراء كثيرا في هذه المرحله واتي لاناقش الدكتور مما يعطل مسار المحاضره وانا لم أدرك في هذه الفتره من عمري انني في حضره الدكاتره فخري قسطنتي (عيل شايف نفسه وعنده شويه معلومات وغاوي استعراض ده اللي هو انا..) وفي يوم كان الدكاتره فخري يحلل لنا مسرحيه( بيت دميه) كما كان يحب أن يسميها فيقول ويصحح لنا اسمها بيت دميه وليس بيت الدميه فالتعريف هنا يضر بمعنى المسرحيه وياخذ يشرح باسلوبه العذب ولهجته الصعيديه التي لم يتخلى عنها ابدا ويمثل بعض المقاطع وقد بدا المحاضره بأن قام وصفع الباب وقال ماذا فعلت فنظرنا كلنا اليه نظره بلهاء بمعنى انت صفعت الباب.

 قال : هذه أخطر مرحله في مسرحيه( بيت دميه) حينما صفعت نورا الباب في وجهه هلمر واخذ يستعرض ابسن وانه كان بنائا عظيما يبني الأعمال بشكل هندسي فقمت برفع اصبعي فقال لي: اخرج بره اتفضل اخرج.

 فخرجت خارج المحاضره وانتظرت على الباب وحين خرج قال لي: انت متحضرليش اي محاضره فاهم. 

قلت له: لماذا يا دكتور قال لي: يا عم انت مش محتاجني وانا مش محتاجك انا جاي علشان الغلابه اللي جوه دول انت عارف كل حاجه فلا تضيع وقت زملائك فقلت له: طب ممكن احضر بس ماتكلمش قال لي: تمام اتفقنا وقد آثار في تحديا جديدا فأصبحت ابحث عن كل ما يتعارض مع اقوال وافكار الدكتور فخري قسطنتي من أقوال واراء واكتبها... حتى جاء وقت امتحان الماده التي يدرسها لنا وأخذت اجاوب بأن الدكتور فخري يقول كذا وكذا وقول فلان كذا وكذا وفلان وفلان اللي هما عكسه تماما واختم الاجابه بقولي واري انا كذا وكذا منتهي الارعنه...مني وقلت الراجل ده مفروض يسقطني في الامتحان ولكنه علمني قيمه جديده للأستاذ وقيمه جديده الاختلاف في الرأي.

 كما علمنا علشان تبقى فنان كويس تعلم قراءه القران الكريم بطريقه صحيحه فكان يقول استمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب لتعرف تأثير القرآن على الموهبه وصقلها. 

وكان يبدأ محاضراته ببسم الله الرحمن الرحيم رغم كونه مسيحيا ليعلمنا ويرسخ في اذهاننا ان الاختلاف ليس معناه الخلاف وتظهر النتيجه واجد انه أعطاني الدرجه النهائيه.

 وحين ناقشته بعد ذلك لماذا فعلت هذا قال: انا عرفت ورقتك يا مشاغب وفرحان بيك انا مش عاوز نسخ كربونيه انا عاوز عقليات رحمه الله على أستاذتنا ورحمه الله على الايام التي ولت واتمنى ان تعود.
أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع