القائمة الرئيسية

الصفحات

المسرح داخل المسرح بقلم المخرج حمدي ابو العلا

 المخرج  حمدي ابو العلا 

المسرح داخل المسرح او التمثيل داخل التمثيل تلك الاداه المسرحيه او التقنيه التي استخدمها العديد من كتاب العالم وهي ان اضع مسرحيه اطارا ومسرحيه بداخلها تصب في الهدف العام التي كتبت من أجله المسرحيه الرئيسيه. 


 وقد استخدمها وليم شكسبير في مسرحيته (هاملت) واستخدمها لويحي براندو الإيطالي في مسرحيه (٦شخصيات تبحث عن مؤلف) والليله نرتجل) وغيرها كما استخدمها صلاح عبد الصبور في مسرحيته(الاميره تنتظر) ومسرحبه(ليلى والمجنون) وتوفيق الحكيم في مسرحيته(احتفال ابو سنبل) والكاتب السوري وليد اخلاصي والكاتب السوري سعد الله ونوس وايضا الكاتب المصري (محمود دياب) في مسرحيه ليالي الحصاد والهلافيت.

فشكسبيريستخدم هذه التقنيه حيث هاملت يستعين بفرقة ممثلين، ويتفق معهم على أداء مشهد معين، يتشابه مع ما عرفه من شبح والده حين حدثه عن الطريقة التي تم اغتياله بها من قبل زوجته وأخيه، وتقدم هذه الفرقة من الممثلين هذا المشهد، ويتابع هاملت ردود افعال والدته وعمه وقتها ليتأكد من صدق كلام شبح والده له، ويرى هاملت خلال أداء تلك الفرقة من الممثلين لهذا المشهد ما يؤكد له ما قاله الشبح له. 

وتوفيق الحكيم وباعتبار توفيق الحكيم واحدا من أهم الكتاب العرب عُرف عنه التجريب والمحاولة في الكثير من الأساليب والتقنيات فإنه استخدم المسرح داخل المسرح في بعض مسرحياته منها مسرحية "احتفال أبو سنبل" حيث كان الهدف من هذا الاستخدام النظر في الممارسة المسرحية المعاصرة والتسويق لبعض الرؤى النقدية والحديث عن القلق الوجودي الذي يعيشه الفنان مع كل إنتاج مسرحي، كما هدفت تقنية المسرح داخل المسرح في هذا النص إلى جلب التاريخ إلى المسرح ومساءلته من خلال شخصيات من الحضارة المصرية القديمة.

ظاهرة (المسرح داخل المسرح) عند وليد اخلاصي على نحو متفاوت في ستة أعمال نذكرها مع تواريخ تأليفها لما لذلك من أثر في تحليلها وتوضيح العلاقة فيما بينها: (الصراط 1975- حدث يوم المسرح 1977 - سهرة ديمقراطية 1979 - السماح على إيقاع الجيرك 1983 - عجبًا إنهم يتفرجون 1986 - مَن يقتل الأرملة؟ 1978)، وكانت رسالة المسرح في بث الوعي والتغيير محور هذه المسرحيات، ويتصل به أمران، أولهما كشف أوراق هذا العالم السحري أمام المتلقين من مصاعب التأليف وخلافات المخرجين والممثلين، والتأرجح بين صوفية الفن ونهم مادي للكسب، وتربّص العيون، التي تحاول أن تقرأ ما بين السطور وأطراف كلمات الدراما لتقصّ أجنحة توّاقة إلى الشمس، وبهذا يغدو المتفرّج لاعبًا مع الفرقة التمثيلية ولا يغيب في ظلام الفرجة المسترخية.

 فليتحقق التواصل مع الرسالة وتكسر الحواجز أو ما يسمى بالجدار الرابع، وهذا ما لاحظناه منذ هاملت شكسبيرعندما رأينا الأمير هاملت يحضّر المشهد المسرحي داخل المسرحية وعرفنا دور الدراما في كشف الحقيقة، وبدا لنا التناظر بين الخشبة والواقع الخارجي ثم الاشتباك العنيف ويتردد قول شكسبير «ما العالم إلا مسرح كبير»، وهذا ما نخبره في ثلاثية بيراندلّو: ست شخصيات تبحث عن مؤلف - الليلة نرتجل - لكل شيخ طريقة) نجح سعد الله ونوس في استخدام تقنية "المسرح داخل المسرح" في إنتاجه المسرحي نجاحاً کبيراَ. . 

-استخدم سعد الله ونوس أسلوب المسرح داخل المسرح ليکسر حالة الإيهام الموجودة في المسرح التقليدي، کما أن استخدامه لهذا الأسلوب ساعده في توعية المشاهد بحقوقه السياسية وخلق نوع من التوعية السياسية لدى المتفرج.

 -لم يکن أسلوب المسرح داخل المسرح من إبداع سعد الله ونوس وحده، بل تأثر بمنهج بيراندللو يبقول الدكتور ابو الحسن سلام استاذ التمثيل والإخراج بجامعه الاسكندريه ( تبلورت تقنية أسلوب التمثيل داخل التمثيل في عروض المسرح المصري من خلال عرض مسرحية ( ليالي الحصاد ) للمؤلف المصري محمود دياب بإخراج أحمد عبد الحليم وإنتاج فرقة المسرح القومي 1967 . 

ويعتمد الأسلوب على تقنيات تمثيل شخصيات المسرحية لبعضهم البعض.. في سهرة فلاحية ريفية في الجرن في موسم حصاد القمح.

اذا لعبه المسرح داخل المسرح هي تقنيه استخدمها العديد من الكتاب العرب والمصريين ولو انه سبقهم جميعا وليم شكسبير في مسرحيته (هاملت) وابعدها واحسن تصويرها حتى صارت منها في مسرحه الكاتب الايطالي الكبير لويجي براندلو.



تعليقات

التنقل السريع