المخرج حمدي ابو العلا |
بدايه انا لا اريد اختراع العجله من جديد ولا أريد أيضا ان اعرف المعرف والمعروف.
ولكن بحكم مشاهداتي الكثيره لعروض مسرحيه في المدارس بحكم عملي كارئيس لجنه التحكيم بوزاره التربيه والتعليم سنوات عديده وكذلك كاعضو في لجان التحكيم في معظم المسابقات المسرحيه التي تقدم في الجامعات وهيئه قصور الثقافه من أقصى الصعيد الي الاسكندريه.
ومشاهداتي كا مهتم بالحركه المسرحيه وكذلك كوني مخرجا قدمت العديد من الأعمال المسرحيه في معظم فرق مسرح الدوله وقصور الثقافه و الجامعات المصريه بحكم كل ما تقدم لاحظت غياب دور المخرج في كثير من الأعمال رغم وجوده اسما على الافيش ولكن ليس له دور ملموس او محسوس في العمل الذي نراه.
اذن هل للمخرج ضروره؟
للاجابه على هذا السؤال لابد من الخوض في بعض المصطلحات التي تناسب الاجابه منها :
١-تعريف المخرج المسرحي
٢-وظيفه المخرج
٣- أثر المخرج الفاهم المفسر الواعي. على إثراء العمل الفني المقدم
وبعد ذلك علينا أن نحدد مدى اهميه وضروره وجود المخرج في العمل الفني ١-تعريف المخرج: هو القائد او ربان السفينه او قائد الطائره الذي يملك مفاتيح القياده ويدير العمليه بوعي و امتلاك للادوات الاخراجيه وقياده الطاقم الذي يعاونه من مهندس ديكور وملحن وقائد اوركسترا ومصمم الاضاده ومصمم الملابس والممثلين وكل من يعمل في العمل من عمال وفنيين.
٢- وظيفه المخرج: ا-قراءه النص وأعاده كتابته برؤيه اخراجيه: ونحن هنا نتحدث عن المخرج المفسر والمظهر لخفايا أسرار النص المسرحي فالنص حين يكتبه المولف يعاد كتابه مره اخرى عن طريق المخرج من خلال استخراج مكامن وأسرار النص المسرحي وكيفيه صناعه المعادلات الموضوعيه للنص من ديكورات وملابس وموسيقى وهكذا.
ب - اختيار الطاقم من مهندسي الديكور والملابس والموسيقىون وكتاب الاشعار وغيرهم ويتم طرح وجهات نظر المخرج في النص وما يريده وما يحلم به لإيصال النص بعد تفسيره الخاص له وتتم عده لقاءات بين المخرج وبينهم ينتج عنها ان كل واحد منهم يعرض قرائته للنص من وجهه نظره التي في الغالب تتفق مع وجهه نظر المخرج او يعيدون كتابه النص بشكل مغاير كما تقول الكاتبه الفرنسيه اوديت أصلان:( ان النص المسرحي يكتب أكثر من مره.
مره عن طريق المؤلف ومره أخرى عن طريق المخرج ثم مره ثالثه عن طريق الجمهور) وتعدد هذه القرائات تصل بالنص الي المرسي المراد
ج - اختيار الممثلين :
وهي في رائي من أصعب واخطر المراحل فقد كنت أعمل أثناء اخراجي لاي عمل جدول اسكن في كل دور حوالي ه ممثلين بترتيب الأقرب ثم الاقل قربا من وجهه نظري لطبيعه الدور من حيث ابعاده المختلفه.
ثم يأتي دور توزيع الأدوار وعمل بروفات الترابيزه او المائده والتي يستمع فيها المخرج لوجهات نظر الممثلين في أدوار هم ويطرح عليهم وجهه نظره في حضور المؤلف ان وجد.
ثم تأتي بعد ذلك بروفات الأداء وسكك الأداء المناسبه والتي تتفق مع وجهه نظر المخرج الإبداعيه وهكذا.
ثم تأتي بروفات الحركه المسرحيه ودائما ما تكون الحركه مترجمه لطبيعه الشخصيات وعلاقاتها فيما بينهم على خشبه المسرح المسأله ليست وضع ممثلين على خشبه المسرح فقط لا والف لا. هناك رسم حركه مفسره ودافعه للعمل الي الامام ومحافظه على تعلق الجمهور طوال مده المسرحيه بالعمل كذلك المحافظه على إيقاع العمل المسرحي.
ثم تأتي البروفات النهائيه (البروفات الجنرال) ويتم ذلك بتسجيل كل صغيره وكبيره من خلال مساعدي الاخراج ويكتب أيضا المخرج ملاحظات ثم يناقش فيها الكاست حتى نصل إلى لقاء الجمهور.
٣-اثر المخرج الفاهم المفسر بلا شك أن المخرج المالك أدواته الاخراجيه من فهم عميق للنص وتفسير جيد للنص وقياده ملهمه وواعيه تستطيع ان تقود الجميع الي مقابله مشرفه مع جمهور لا يرحم وقد يترك العمل و يغادر كما يحدث كثيرا في بعض الاعمال نتاج لترهل إيقاع العمل أو السذاجه في التناول وغيرها من العيوب.
مما تقدم في هذه العجاله نستطيع ان نجاوب على السؤال المطروح هل للمخرج ضروره؟؟
نعم و الف نعم ولكن بالمواصفات والابعاد والوظائف التي طرحت وهذه لا تأتي فجأءه بل نتاج لدراسه وفهم وموهبه كبيره .
تعليقات
إرسال تعليق