المخرج حمدي ابو العلا |
والصراع المسرحي كما عرفه النقاد هو ذلك الاختلاف الناتج عن اختلاف الآراء ووجهات النظر بالنسبة لموضوع أو فكرة ما بين شخصيات المسرحية، ولذلك يقول النقاد: لا يوجد دراما بلا صراع.
فلو َكتب الكاتب شخصياته المسرحيه دون أن يجعلها تظهر ما فيها من صراع؛ فإنه لا يكون قد كتب مسرحية بالمعنى. إنما قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك فتتازم الأمور نحو الذروه حتى نصل إلى ذروه الحدث الدرامي وهذا يجعل المشاهد في حاله ترقب ومتابعه واستمتع بالدراما التي يشاهدها. والصراع الدرامي أنواع عده:
١- شخصية تصارع شخصيه اخري.
٢- الصراع بين الشخصية والمجتمع .
٣- الصراع بين الشخصيه والطبيعه .
٤- الصراع بين الشخصية و التكنولوجيا .
٥- الصراع بين الشخصية والنفس .
٦- الصراع بين الشخصية والخارقة للطبيعة.
وهكذا نجد مجموعه كبيره من انواع الصراع التي تدفع العمل الدرامي للتصاعد. وللننظر نظره سريعه للصراع في بعض الأعمال المسرحيه الشهيره مثل (هاملت) للشكسبير ومسرحيه (بيت دميه) لابسن ومسرحيه( ماساه الحلاج) لصلاح عبد الصبور.
ففي هاملت ، ينبع الكثير من الصراع من المعلومات التي يعطيها الشبح لهاملت ، مما يؤدي في النهاية إلى وفاته. والصراع في مسرحية بيت الدمية لهنريك ابسن حيث تتصاعد الأحداث ويظهر الصراع الرئيسي، حين يدور الحديث بين نورا وكروجستاد، الذي اقترضت منه المال، فيحاول ابتزازها وإفشاء ما قامت به، فهي لم تقترض المال فحسب، بل إنها زورت توقيع والدها للحصول على المال.
ذلك الصراع الذي يجعلها تمر برحلة لاكتشاف وجودها ومواطن قوتها ومن هي يستمر تصاعد الأحداث ويتضح نضوج وتطور شخصية نورا بشدة، من تلك المرأة الساذجة لتظهر بمظهر الزوجة التي تفكِّر ملياً وتحيك الخطط للحفاظ على حياة أسرتها مهما كلَّفها الأمر.
تأتي الذروة عند قراءة الزوج هيلمر خطاب كروجستاد الذي يذكر فيه كل شيء عن اقتراض نورا النقود منه، فينفجر غاضباً. وتنتهي المسرحية بمغادرة نورا للمنزل وصفع الباب خلفها إشارة لثورتها على حياتها في بيت الزوجية وكما يقول أستاذنا فخري قسطندي تللك الصفعه التي غيرت تاريخ المسرح المعاصر.
ومسرحية "مآساة الحلاج" للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، وبرغم أنها تدور حول شخصية الحلاج وهو احد اقطاب الصوفيه إلا أن لها أبعادًا سياسية، فهى تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، وكأنه فيها يرصد حال المجتمع وما سيؤول إليه وضع الشعب المصرى، الذى يحاول البعض استغلال فقره لقتل الحب والرحمة بداخله، وزرع الفتنه والبغضاء.
نخلص من ذلك انه لولا الصراع ما كانت دراما من اي نوع من الأنواع واهمس في اذن بعض الكتاب لا تهتم كل الهم باللغه وجمالياتها على حساب تتبعك الصراع والتصاعد الدرامي في العمل الذي تقدمه.
تعليقات
إرسال تعليق