القائمة الرئيسية

الصفحات

صلاح عبد الصبور مازال حيًا بقلم المخرج حمدي ابو العلا

المخرج حمدي ابو العلا 

في شبابنا عشقناه والتفننا حول أدبه ننهل منه بإعجاب واحترام وتقدير كنا نلوك كلماته وكانها تخرج من ذواتنا واحسيسنا ومشاعرنا قرناه كله بحب و إعجاب مثلنا واخرجنا مسرحياته فقد مثلت (ليلى والمجنون) من إخراج فهمي الخولي وانا طالب في الجامعه ثم أخرجت له (بعد أن يموت الملك) لمنتخب جامعه القاهرة حين كان الدكتور مفيد شهاب رئيسا لجامعه القاهره واتاح لنا كل الامكانيات لاخراج العمل وقام بدعوه المسؤلين السفراء و المحافظين وكانت قاعه الاحتفالات الكبرى بجامعه القاهره ممتلئه عن اخرها بضيوف وطلاب الجامعه والاساتذه ذكريات لاتنسي ثم اخرجتها بعد ذلك للفرقه القوميه بالاسكندريه بطوله نجوم المسرح السكندري محمد مرسي والدكتوره اشجان وعارفه عبد الرسول وعزت الإمام. 


 عشنا سنوات على أدبه وقلمه وشعره انه الشاعر الكبير( صلاح عبد الصبور) محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي، ولد في ٣ مايو ١٩٣١م بمدينة الزقازيق. 

من أعلام الشعر العربي، والمجدد والمطور في المسرح العربي بعد شوقي وعلى احمد باكثير والذي أوجد لغه جديده ليخرج لنا مسرحنا شعريا وليس شعرا مسرحيا والفرق بينهما كبير والمُحرر الأدبي لجريدة الأهرام، ولمجلتي روز اليوسف، وصباح الخير، ثم نائب لرئيس تحرير مجلة روز اليوسف. 

كما كان مدير عام دار الكتاب العربي، ورئيس تحرير مجلة الكاتب، ووكيل وزارة الثقافة لشؤون الثقافة الجماهيرية. تولى رئاسة مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب في الفترة من ١٩٧٩م حتى وفاته في١٥ أغسطس سنة ١٩٨١م رحمه الله عليه.

 ومن أعماله الخالده : ١-مأساة الحلاج ١٩٦٤م ٢-الاميره تنتظر ١٩٦٩ ٣-مسافر ليل ١٩٦٨م. ٤-ليلى والمجنون ١٩٧١م ٥-بعد ان يموت الملك ١٩٧٣م خمس مسرحيات تعتبر من كنوز المسرح الشعري العربي.

 التي لم بجاوزها شاعر مسرحي عربي من وجهه نظري حتى الآن لايوجد الا مقلد او من سار على الدرب. ولقد تأثر صلاح عبد الصبور في مسيرته بمجموعه من المؤثرات التي شحذت موهبته وريادته فتاثر بالشعراء الصعاليك وكذلك شعر الحكمة العربي، وايضا أفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، الذين استخدمهما لنكون الشخصيه التي اختارها من التاريخ درعا يخوض به حربا مع الواقع ويضع فيها تصوراته في بعض القصائد والمسرحيات. 

كما استفاد الشاعر من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي عند بودلير والشعر الفلسفي الإنكليزي (عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت بصفة خاصة، وقد كتب الكثيرين في العلاقة بين " جريمة قتل في الكاتدرائية لإليوت ومأساة الحلاج لعبد الصبور. لم يُضِع عبد الصبور فرصة إقامته بالهند مستشارا ثقافياً لسفارة بلاده، بل أفاد خلالها من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة وكذلك كتابات كافكا السوداوية. 

هذا إلى جانب تأثره بكتاب مسرح العبث. وكما ذكر بتذيل مسرحيته «مسافر ليل» حيث يقول: منذ خمس سنوات التقيت بالمسرحي العظيم " يوجين أونيسكو " في مسرحية الكراسي، حيث كان يعرضها مسرح الجيب القاهري، وما كاد العرض ينتهي حتي كنت قد انتويت أن أدخل عالم هذا الكاتب العظيم، وسعيت إليه من خلال معظم أعماله. وكتبت في مذكراتي الشخصية عندئذ أن اكتشاف عظمة أونيسكو كان من أحل الاكتشافات التي عرفتها في حياتي. 

وأضفته إلى ذخائري كما أضفت شكسبير وأبا العلاء وتشيكوف إلى جانب تأثره بالكاتب الإيطالي (لويجي بيرانديللو) فقد اقترن اسم صلاح عبد الصبور باسم الشاعر الأسباني (لوركا) خلال تقديم المسرح المصري مسرحية (يرما) لكاتبها لوركا بستينات القرن الماضي، إذ اقتضي عرض المسرحية أن تصاغ الأجزاء المغناة منها شعرا، وكان هذا العمل من نصيب صلاح عبد الصبور.

ويتضح تاثره ببراندلو والمسرح داخل المسرح في مسرحيه (ليلي والمجنون) عن طريق التمثيل داخل التمثيل و وكذلك في (الأميرة تنتظر). كل هذه الخلطه من الثقافه المفتوحه على الشرق والغرب على حدا سوا بالاضافه إلى موهبته الفذه والمتفرده وكذا ريادته في المسرح الشعري الحديث بعد مرحله أمير الشعراءوليس الشعر المسرحي كتابات صلاح عبد الصبور المسرحيه حاله خاصه تخضع لقوانين المسرح والشعر احد أدواته فاللغه لها روح الشخصيات التي تجسدها.

فنراه في ماساه الحلاج متاثرا بالصوفيه واختار احد اعمدته وهو الحلاج وتتكون المسرحية من جزئين. الجزء الأول: «الكلمة» والجزء الثاني:«الموت»، وهي مسرحيه ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد في مدرسة المسرح الذهني ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعري فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى.

 أهم ما ميز هذه المسرحية التي نشرت عام ١٩٦٦م هي نبوئتها بهزيمة ١٩٦٧م. وايضا مسرحيه مسافر ليل التي تاثرفيها بمسرح العبث ويونيسكو كما قال هو نفسه. وهي كوميديا سوداء حاول فيها ان يظهرالسلطة بكل اشكالها السياسية والاجتماعية والدينية محاولا تسليط الضوء على الصراع القائم بين الإنسان والسلطة واغتراب الإنسان عن واقعه وكانه يعيش في كابوس.

من خلال شخصيه عشري الستره وهو رمز للسلطه بكل أشكالها الجنونيه والراكب الذي يرمز للانسان المقهور في اي زمان ومكان.

 وايضا ليلى والمجنون والتمثيل داخل التمثيل. ولا أستطيع أن انسي تلك العبارات التي لخصت اشياء كثيره حين يقول صلاح عبد الصبور في مسرحياته ليلى والمجنون: في بلد لا يحكم فيه القانون يمضي فيه الناس الي السجن بمحض الصدفه لا يوجدمستقبل في بلد يتمدد في جثته الفقر كما يتمدد ثعبان في الرمل لا يوجد مستقبل. في بلد تتعرى فيه المرأة كي تأكل لا يوجد مستقبل. 

 الاميره تنتظر في كل وصيفة من الثلاثه جانب مختلف فالأولى عاشقة للأميرة قانعة بعذابها معها؛ والثانية متشكك قلقه، وتكاد تنهي لعبتها وتخرج من التجربة كلها؛ أما الثالثة في بديل للأم في عطفها حنانها ومحاولتها رعاية الأميرة . 

أما الشخصيات الثلاث للأميرة والقرندل والسمندل، لكل منهم تاويله الذي أوله النقاد او من تناول  العمل بالإخراج. ثم بعد ان يموت الملك هي أعمال خالده ومازالت مثل أعمال شكسبير وغيره من العظماء قادره على الصمود والتعبير عن الإنسان وهمومه في كل مكان كما أنها قادره علي التعبير عن واقعناالمعاش بكل صدق فلم يما صلاح عبد الصبور بل امتد عمره في أعماله الخالده ولوقت قريب جدا كانت تقدم مسرحيه مسافر ليل بمسرح الهناجر من إخراج احمد فؤاد صدقي وبطوله الدكتور علاء قوقه كما أن أعماله قاسم مشترك لكل مشروعات التخرج لطلاب المسرح اكاديميه الفنون واقسام المسرح. ومازلنا نلتف حوله لابداعه الي الان.

تعليقات

التنقل السريع